Monday 13 June 2016

البارح كان عمري عشرين

الساعة الثانية صباحا...
أفقت لأتناول الصحور... 
شاهدت تاريخ اليوم, 12 جوان 2016.
نعم هو تارخ عيد ميلادي, تخطيت اليوم عتبة العشرين سنة.
لا أدري هنالك شيء مختلف هاته السنة.
لقد تغير شيء ما.




غسلت وجهي بالماء البارد, جلست و تركت أفكاري تجوب عقلي .

إن الزمن يجري بطريقة جنونية, إن ذكريات الطفولة لا تزال عالقة بذهني.
لعب و لهو و متعة... أحداث كأنها حصلت البارحة 
إنها ذكريات المرح و الفرح ...

لقد تغير شيء ما.

إن صوتا في ذهني يقول إن فترة الطفولة قد ولت...
ولت بجمالها و براءتها ...
هل أنا أكبر و أنضج ...
إني أشعر أن الطفل الذي بداخلي يحتضر ليعلن بوفاته ولوجا في عالم الكهول ...

أدركت يومها أني تغيرت فعلا.
لم أعد أتمتع بطعم الأشياء كالصغر,
إني ألتهم و أقبل على الدنيا بكل برودتها,

نعم هو ثلج الأحاسيس
جفاف المشاعر
إنه البرود و الجفاف و المادة...
أنها تلك المرحلة ..
اللتي تتوقف فيها عن التفكير بوجدانك...
لتترك القيادة لعقلك بالكامل و تشغل محرك المخ.
إنه إعلان لموت الأحاسيس و القلب...
اللعنة كم أكره هذا ...

أريد أن يبقى الطفل في داخل حيا ...
أريد أن أتمتع بجمال الأشياء ...
أريد أن أزهوا بمشاهدة الألوان ...
أريد لطفل بداخلي أن يلعب و يمرح بدون كلل أو ملل ...
أرجوك أيها العقل لا تسيطر على جوانب حياتي... 
أترك ذلك الطفل يلهو ...
أتركه ينبض حياةا ...
أتركه ينتفس نفحات الحسن و البهاء ...
و أتركه يتمتع بسحر الدنيا ...

حينها تفكرت أغنية "البارح كان عمري عشرين" للفنان الجزائري  



بعد سنين عدة كيف سيكون مستقبلي ؟ 
حين أجلس و أقيم ماضي ا كيف سيكون حالي؟
إن أحلامي ضخمة و توقعاتي أضخم,
لكن ما باليد حيلة و كل يوم نتعرض في هاته البلاد لحملات للقضاء على الأمل .
كأن الحلم ممنوع ...
إنني في ريعان شبابي...
أنا الوحيد المتحكم في مستقبلي..
أنا باقي و طموحي في هاته الحياة باقي. 
سأتعب و أخطأ و أتعلم و أتغير, 
و سأقهر هاته الضروف .


عقلي توقف أرجوك ...
كل يوم تكثر أسئلتك اللتي لا أجد لها جوابا .
لماذا لا يمكنني فقط الجلوس,
و الراحة,
 ثم الإستمتاع...

طالت مدة جلوسي و لم أدرك ذلك إلى حينما أفقت على صوت الأذان ...
لم أتناول السحور ...
اللعنة ...

No comments: